دي محادثه شائعه جدا في عيادات الألم تبدو منطقيه، مريض يتألم ومقدم خدمه صحية من صلاحياته وصف اقوي مسكن للألم انتجته البشرية، لكن تمهل قليلا، ألا يبدو هذا الكلام مثالي أكتر من اللازم لتصديقه؟
في حقيقه الأمر المور فينات فعلا هي أقوي مسكنات اخترعتها البشرية، لولا المور فينات و علم التخدير لما استطعنا الوصول لهذه الدرجة من التقدم في تقديم جراحات معقده بصوره آمنه للمرضي. المور فينات مسكنات ممتازة لكن حين يتعلق الامر بالألم الحاد مثل الألم المصحب للجراحة لكن عندما يمتد الألم ليصبح مزمن تتحول المور فينات إلي وصفه تفضي لكارثه و ذلك لان اجسامنا حتميا تتعود علي المورفين بعد وقت من الزمن عندها نحتاج لزياده الجرعة للحصول علي نفس النتيجة و هي أدويه مسببه للإدمان و يمكن ان تؤدي لقائمه طويله من الأعراض الجانبية مثل الإمساك، التأثير علي الغدد الصماء و جهاز المناعة، التأثير علي التنفس و الأهم حين نتعاطى المور فينات بجرعات كبيره لمده طويله فقد يؤدي ذلك لنتيجة عكسيه بتدهور الألم في ظاهره معروفه باسم تدهور الألم المرتبط بالمورفين حيث يكون العلاج علي غير المتوقع إيقاف المور فينات.
في توقيت ما في تاريخ الممارسة الطبية عندما لم تكن الصورة واضحة كان مقدمي الخدمة متساهلين في وصف المور فينات للألم المزمن مما أدي لأزمه المور فينات خصوصا في أمريكا الشمالية و إلي درجه بدول أوروبا.
رغم ذلك تبقي المور فينات حل مقبول في بعض المواقف مثل ألم السرطان في مريض يحتضر كجزء من العلاج التلطيفي وبعض الحالات الأخرى التي يتم اتخاذ القرار فيها بناءا على الحالة.
في الأخير، عندما يمتنع طبيبك عن وصف المور فينات لعلاج الألم المزمن فهذا لا يعني انه ليس في صفك، في الحقيقة الموقف علي العكس تماما فهو يحاول ان يساعدك علي تجنب تبعات هو علي درأيه بها و تعامل معها من قبل و يريد فقط ان يمنع انزلاقك في هذا المنحدر الخطر.